كافحت دوماً لأصل إلى أعلى درجات الإتقان الفني، لكنني وجدت أن الخط العربي قد سبقني إليها منذ عصور
هذا هو ما يقوله بيكاسو أحد أهم فناني و رواد الفن التشكيلي المعاصر في العالم . طبعاً هذا من الناحية الجمالية للشكل و القدرة على التجريد الفني. أما من ناحية المعنى و التركيبة اللغوية فاللغة العربية لغة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها لغة غنية و جميلة، متنوعة، و ساحرة
و بينما نعتز بجذورنا و أصالة لغتنا العربية و نفتخر بها، نعيش في بلد عربي و نتسابق فيه على أن نحيّي بعضنا بعضاً بلغات أخرى و نهدي في مناسباتنا كل ما لا يمت لنا بصلة! بينما تتسابق العلامات التجارية العالمية لاستخدامات مختلفة للغتنا العربية (نُغَرُِّبُ) نحن بعيداً عنها...!
نعم بعض اللغات تطغى على العالم الآن، لكن أن تمتلك القدرة على التواصل عالمياً شيء و أن تمتلك القدرة على التواصل مع الحفاظ على الخصوصية و التميز و الجذور شيء آخر. الصور المرفقة من حفل فعالية (إطلاق الفاتورة باللغة العربية، بالإضافة للّغة الإنكليزية)، خطوة قامت بها الدائرة الإقتصادية (حقوق المستهلك) في دبي، و هذا ما وجده ضيوف و مدعوو الحفل في المكان و على طاولاتهم (كهدية) لوحات من الخط العربي مختومة بحرف الضاد، تم إطلاق هذه الخطوة ليتم فيما بعدها تطبيقها و تعميمها على كل الفواتير في دبي خلال فترة زمنية محددة، و كان أحد رعاتها و أول البادئين في تنفيذها مجموعتي الشايع و الطاير
لكي تعيش و تعمل في بلد ما عليك أولاً أن تفهم عمق ثقافته و تقاليده و جذوره و تحترمها، وعلى الأقل أن تستخدم مصادر غنى هذا البلد و خصوصيته و مصادر جماله و جمال ثقافته، فالإبداع في التواصل بدون احترام و فهم عمق الثقافة و اللغة الأصيلة للبلد ليس إلا إبداعاً غريباً بدون تواصل حقيقي
تعليقات